هو عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل الشاعر الجاهلي المشهور، ويكنى أبا الأسود وقيل: أبا عمير .
وتحكي الروايات أن عمرو بن كلثوم عاش حوالي مائة وخمسين سنة، رأى فيها من ولده وولد ولدهخلفاً كثيراً وكان إلى جانب كونه فارساً كان كذلك شاعراً وخطيباً حكيماً، فقد روي أنه لما حضرته الوفاة جمع بنيه حوله وقال لهم: يا بني قد بلغت من العمر ما لم يبلغه أحدٌ من آبائي، ولا بد أن ينزل بي ما نزل بهم من الموت، وإني والله ما عيّرت أحداً بشيء إلا عيرت بمثله، إن كان حقاً فحقاً، وإن كان باطلاً فباطلاً ومن سَبَّ سُبَّ فكفوا عن الشتم فإنه أسلم لكم، وأحسنوا جواركم يحسن ثناءكم…الخ بهذه الوصية التي ذكرتها كتب الأدب اختتم عمرو بن كلثوم حياته وهي وصية تبدو وكأنها ردٌّ على معلقته التي افقدت قومه بحماستها وغلوها رشدهم وتوازنهم، فأرد أن يعيد إليهم بها ما افتقدوه من حكمةٍ وروية وبعد نظر، وكانت وفاة عمرو في سنة 600م ومن عقبه العتابي الشاعر المشهور واسمه كلثوم بن عمرو، وكان كاتباً مجيداً في الرسائل وشاعراً مجيداً .